بعيدا...

 
لقد أثقلت الأيام كاهلي، والإرهاق أذبل ملامح وجهي ، أفتقد جمال الطبيعة وروح الحياة فهلا ذهبنا بعيدا معا؟ 

هلا ذهبنا بعيدا في الفجر باكرا وشاهدنا شروق الشمس سويا، ألوانا بهية لعلها تعيد إلى أعيننا ألوان الحياة...ثم مشينا بهدوء بين الطبيعة متراقصين على نغمات العصافير، وفوقنا سماء صافية كصفاء أذهاننا حينها...هلا جرينا معا حتى نشعر بنسمات لطيفة تداعب خصلات شعرنا وتمر على وجناتنا بكل نعومة...هلا صرخنا سويا بكل ما نملك من قوة أننا أحرارٌ...أحرار ومرتاحين هنا...هلا لمسنا بأيدينا الحقول وشممنا عبق الزهور في أرجاء المكان...هلا جلسنا تحت شجرة تظلنا وقرأنا بعض صفحات من كتاب ما، بشرط أن لا يخبرنا ماذا يجب أن نفعل وما الذي علينا تركه، لا يحدثنا عن الحاضر ولا المستقبل، فقط ينقلنا لعصر آخر...عصر ينقلنا بعيدا عن هنا وعن مكان ما كنا! لعلنا نصل إلى شعور الطمأنينة يسكننا ويزيح عنا ثقل هذه الحياة...لعل حينها لن نكون بحاجة إلى أن نثبت أننا جيدين كفاية أمام أنفسنا أو الآخرين! لعل حينها لن نخشى أن نقترب من أنفسنا أكثر! لعل جراحنا تبرأ وانكساراتنا تختفي...لعل أحلامنا تبني نفسها أو تجد الطمأنينة من جديد بالابتعاد قليلا...وكلما شعرنا بالحزن حينها نظرنا للشمس البديعة وضوئها يتخلل الحقول وتذكّرنا الأمل...لعل حينها يواسينا جمال الطبيعة بدلا من كلمات مبتذلة مثل "لا بأس" و "كل مر سيمر" ولا أن يخبرنا بحكمة ما يحدث لأننا بالفعل نعرف كل ذلك ولكننا متعبين...متعبين فقط لذا ذهبنا بعيدا

 

تعليقات