انظر للسماء...وتنفس

 

وجودك على هذه الأرض وبقاؤك على قيد الحياة ، يعني أن ترى العالم بمرّه الكثير وحلوه القليل .. وجودك هنا حتى الآن وحتى مدة من الزمن في علم الغيب يعني حتما أنك تفكر ولأن حدوث ذلك يتم تلقائيا فإن التحكم بأفكارك يصبح أصعب فأصعب إن هذا الأمر يصل إلى فقدان السيطرة، ربما البعض منا اعتاد ذلك التفكير الزائد فتصبح أدمغتنا متحفزة ومتلهفة لأمر ما ، تفكر فيه مرارا وتكرارا مرارا وتكرارا مرارا وتكرارا ... حلقة مفرغة من التفكير.. في هذا الكون الكبير!  داخل عقلك الذي يعني لك الكون الخاص بك أيضا .. أتسائل لم علينا أن نفكر في أمور خارجة عن سيطرتنا ؟ هل لأننا أعتدنا ذلك وأن أصبح لنا عضلة خاصة تتحفز عن طريق التفكير أكثر فأكثر وهي دائما متلهفة بحماسة لأن تكون نشطة دوما؟ دونا عن الآخرين..

 في البرمجة هناك ما نسميه بالمصفوفة التي تضمن بيانات من النوع نفسه ولها حد معين فتصبح غير قادرة على احتمال المزيد من البيانات في تلك الحالة هناك ما يسمى overflow وهو الفيض في البيانات ، هل عقولنا تصل إلى حالة الفيض تلك أيضا؟! إن لنا القدرة من التفكير بشكل كبير والانتقال من فكرة لأخرى وإعادة الكرة كذلك ولكن أعتقد أن حالة الفيض للبشر تظهر عن طريق التنهد بعد ذلك الضغط العقلي الكبير! حسنا نحن لسنا أجهزة حاسب حتى ننتبه أن هناك خطأ ما حتى نرى عبارة مكتوبة تشير إلى ذلك الخطأ ولكن نشعر بذلك ، وشعورنا بحد ذاته محفز لتلك الحلقة المفرغة التي ذكرتها مسبقا ، إن الأمر أكثر تعقيدا لتشبيهه بأي شيء آخر لا أجهزة ولا شيء آخر ولكن جزء من كل شيء آخر! في حالة الفيض تلك ربما يكفينا أن ندرك أن الكون كبير جدا وأن ننظر للسماء وأن نتنفس .. نتنفس بعمق بدلا أن نتنهد..

تعليقات