قبل بضع أيام كنت أتصفح حسابي على الإنستجرام هنا وهناك بلا هدف محدد وإذ بي أشاهد فيديو قصير من مدرب الحياة عيسى عساف يتحدث عن متلازمة الأشياء اللامعة Shiny object syndrome ، إنها مرتي الأولى لسماع هذا المصطلح لذا قررت البحث عنها!
في هذا المقال سأكتب عن بحثي الشخصي عن هذا الموضوع وسأدرج الروابط التي أخذت منها معلوماتي.
ما هي متلازمة الأشياء اللامعة؟
قبل الخوض في التفاصيل فإن هذه المتلازمة ليست شيئا طبيا أو حالة مرضية فعلية إنها فقط وصف لتصرفات يقوم بها الأشخاص المبدعون عادة أو رواد الأعمال أيضا.
كتعريف بسيط ، إنها الانجذاب إلى كل ما هو جديد دوما مع ترك القديم دون إكماله ، كالأهداف مثلا!
على سبيل المثال أنت قررت الدخول في عالم تعلم اللغات -كما أحب أن أصفه- فوجدت نفسك مثلا اخترت الفرنسية لتعلمها وبعد فترة سمعت أن اللغة اليابانية رائعة وممتعة -إن كنت تعاني من متلازمة الأشياء اللامعة- قررت ترك الفرنسية والتوجه إلى اليابانية في الحال فتركت هدفك السابق بتعلم الفرنسية معلقا أو أهملته تماما.
لتضييق النطاق أكثر سأضرب مثالا آخر أكثر تحديدا ، قرارك بتعلم الرسم ، لنقل أنك بدأت بتعلم الرسم الورقي بالرصاص ، بعد فترة شاهدت فيديو آخر عن الرسم الرقمي، وكان من المذهل بالنسبة لك رؤية الرسم الرقمي لذا قررت أن تبدأ في تعلمه وتركت الرسم بالرصاص وهكذا دواليك.
أنت تمر في حلقة مفرغة من القرارات الحماسية التي تجعلك تنتقل من هدف لآخر ولكن المحصلة هي صفر من الإنجاز والمعرفة لإنك لا تثبت على تعلم شيء محدد.
تُشَبّه هذه المتلازمة بسلوك الطفل ، فالأطفال عادة ما ينجذبون لكل شيء لو كانت بيده لعبه مثلا ورأى عن بعد كتاب لركض نحوه حتى يشبع فضوله منه وتركه وهكذا يتصرف باستمرار.
ما هي أسباب تكون هذه المتلازمة؟
سأذكر عدد من النقاط عن الأسباب المحتملة لسبب وجود هذه المتلازمة.
استمرار عادة الطفل.
قد يكون السبب أن عادتك الطفولية في استكشاف الشيء ومن ثم تركه سريعا قد استمرت معك حتى أمست متلازمة.
أنت يافع في السن وترى أن الحياة مليئة بالتجارب والخبرات.
واحدة من الأسباب أن تكون في سنوات شبابك الأولى فسرعان ما تجد نفسك في ميدان واسع فيه الكثير من الأشياء الممكن استكشافها والعمل عليها.
فومو FOMO (Fear Of missing Out) الخوف من فقدان الأشياء.
ربما تعاني من حالة "فومو" أو الخوف من فقدان الأشياء. وهي حالة عامة تصيب الأشخاص وتجعلهم في رغبة مستمرة بالاتصال بمن حولهم من أشخاص أو في بحث مستمر عن الأشياء والتمسك بها خوفا من فقدانها.
لم تجد شغفك ووجهتك في الحياة بعد.
من المرجح أن يكون السبب أيضا أنك لم تجد شغفك في الحياة فتجرب هنا وهناك وتمل من هذا وذاك في سبيل إيجاد شغفك المجهول.
الجشع.
قد يكون الجشع ورغبتك الحصول في كل شيء سبب لوجود هذه المتلازمة.
ما هي مؤشرات وجود المتلازمة؟
من سياق النصوص أعلاه يمكنك استنتاج المؤشرات التي تدل على وجود المتلازمة ، وسأرتبها في النقاط التالية:
- لديك العديد من الأهداف الغير مكتملة.
- دائما ما تجد الأفكار والأهداف الجديدة ولكن لا تكملها حتى النهاية.
- لديك الكثير من الأشياء المحسوسة التي تدل على وجود المتلازمة: دورات تسجل بها ولا تحضرها ، كتب لا تقرأها وإلخ.
كيف تتخلص من متلازمة الأشياء اللامعة؟
قبل البدء بذكر بعض الخطوات المساعدة ، من الجدير بالذكر إن هذه المتلازمة أو العادة ليست سيئة كليا فلابد أن يكون للشخص طموح وسعي لأهداف جديدة في الحياة وإنما هو شيء جيد أن يكون لديك شغف لا محدود تجاه ما تريد ولكن عندما تخرج الأمور عن سيطرتك وعندما تصبح هذه العادة عائقا بينك وبين تحقيق ما تريد فلابد أن تعيد ضبطها حتى تضبط سير الأهداف في حياتك.
خصوصا أنها قد تقودك إلى مشاكل أخرى مثل: إصابتك بالقلق والإحباط من عدم إكمالك للأمور بل تثبيط عزيمتك أيضا لأنك لا تقوم بإنتاج أو تعلم شيء ما حقا.
والآن مع الحلول المساعدة:
اكتب نتيجة استمرار المتلازمة معك.
إن كتابة التأثير الذي ستفعله هذه المتلازمة في حياتك ، سيساعدك على الإدراك أن عليك التوقف عنها والبحث عن تطبيقات عملية للتخلص منها ، فالتعرف على المشكلة يعد نصف الحل!
قوِّ عادة الالتزام.
لابد أن تقوي عادة الالتزام ، يمكنك فعل ذلك بتحديد مصدرين على الأكثر عند تعلمك للغة جديدة ومحاولة عدم الانجذاب إلى المصادر الاخرى حتى تنتهي مما لديك ، أو أن تقوم بقراءة كتاب واحد حتى النهاية ثم تبدأ بكتاب آخر.
كما يقول مدرب الحياة عيسى عساف: " الطريقة الي بتعمل فيها اشي هي الطريقة الي بتعمل فيها كل اشي". أي عند قيامك بالأمور الصغيرة على نحو ما في فإن طريقة عملك بالمجمل يتم بالكيفية نفسها. لذا إصلاح طريقة إكمالك للأشياء الصغيرة سيساعدك في تحقيق الأشياء الأكبر على النحو الصحيح!
قم بإدارة الملهيات التي تحيطك.
إذا كنت منضما إلى الكثير من المجموعات التي دائما ما تقوم بعمل اقتراحات جديدة تساعدك على التخلي مما بيديك ، فسيكون من الجيد أن تتخلص منها أو أن تقلل من اطلاعك عليها حتى تستطيع التركيز على ما بين يديك.
قلل وقت استخدامك لمواقع التواصل الاجتماعي.
إن مواقع التواصل الاجتماعي فيها من الزيف الشيء الكثير ، فليس كل نجاح حقيقي فيها ، كما أنها مصدر ممتاز للتشتت فخلال خمس دقائق تكون مررت على ثلاث محتويات على الأقل مما يؤدي لتشتتك وعدم تركيزك في شيء واحد وهذا يحفز ذهنك على استثارة أفكار جديدة بشكل مبالغ فيه ولكن لا شيء ملموس وحقيقي على أرض الواقع فتمسي بطبيعة الحال عادة تفكيرك تتم بهذا النحو نظرا لأنك تقوم بذلك تلقائيا لفترات طويلة خلال تصفحك لمواقع التواصل الاجتماعي.
رتب أولوياتك.
عندما ترتب أولوياتك ستعرف ما هي الأمور التي يجب عليك التركيز عليها والتي يجب أن تستثمر أهدافك وطاقتك فيها فعليا من الأمور التي تبدو لامعة للوهلة الأولى فقط ويمكنك تفاديها أو التخلي عنها لاحقا.
ابحث عن الفكرة اللامعة.
فلتبحث عن هذه الفكرة اللامعة التي خطرت على ذهنك ، هل هي لامعة حقا بالنسبة لك؟ أم أنها بريق مؤقت بسبب شيء ما وسيتلاشى قريبا.
ابحث عن المدة الزمنية التي ستستغرقك لإنجازها وعن أمور أخرى متعلقة بها مثل: المصادر المهمة لها وهل ستأخذ مكان شيء آخر أم أن سيكون لها مكان ثابت في حياتك وإلخ.
الخاتمة:
كانت هذه تغطية للموضوع بصياغتي الخاصة ويمكنك التوسع أكثر من خلال اطلاعك على هذه المصادر التي تعرفتُ على المتلازمة أكثر منها:
أولا الفيديو الذي شاهدته لمدرب الحياة عيسى عساف:
المصادر الأخرى للمعلومات:
دمتم بخير!
حبيت اسلوبك ♥️وصلت المعلومه بطريقه كويسه مو ممله. استري😎
ردحذفمسرورة أنه أعجبك✨ ، وشكرا لمرورك 💖
حذف