لم أكن مذعورا ولكني كنت وحيدا!
وُجِد على شاطئ البحر كوب قهوة ورسالة مكتوبة بخط اليد كُتِب فيها "أنا الراحل بعيدا عن البشر، بل الذي ظن أن ابتعاده كان رغبة منه فاختار مصطلح "الرحيل" ، لقد كان يحوطني البشر دوما لأني كنت ساطعا مشعا دوما، لأني لم أكن قاتما، ولأني لم أتكئ على أحد يوما ، بل كنت كتفا ليستند عليه الآخرون، كنت أعطي دائما، وكانوا حولي دائما، لذلك في آخر لحظات النهار وفي ظلمات الليل الحالكة، كنت أخشى الوحدة، لقد كنت مذعورا أن أبقى لوحدي ، في تلك الليالي جميعها لم أكن أعرف من أنا لذا كنت أخشاني كما أخشى أي شخص غريب مار في الشارع! فجأة فقدت كل ما أملك وبدأ من حولي يتساقطون وبدأت الوحدة تحاصرني من كل اتجاه، كانت أشد اللحظات ذعرا في حياتي، كان كابوسا لم أستطع أن أستيقظ منه ليال وأيام عديدة حتى بقيت وحدي تماما، عندما كان علي أن أتعرف على نفسي مجبرا لا محبا، بعد أيام وشهور كثيرة ، وبعد صراعات أكثر منها..بعد سؤالي لنفسي: "من أنت؟" وبعد وفاقي معها ، بدأت أدرك أن الوحدة ليست مخيفة ، وأن ذعري لم يكن له أي مبرر، قضيت مع نفسي لحظات سعيدة كما كنت أقضي لحظات سعيدة مع الآخرين ، إنها الحياة كما هي حياة! نعم لقد أخبرتني نفسي برغبتها على الاستجمام على شاطئ البحر مع كوب القهوة ، لقد ابتعت كوبين من القهوة ، يبدو الأمر جنونيا أنني وصلت لهذا الحد! ولكن عندما كنت أتأمل كوب القهوة يبرد أمامي ولا أحد يرتشف منه شيئا ولا يحركه ملم واحدا ، أستيقظت لواقعي وأدركت حينها أنني لم أكن مذعورا ولكني كنت وحيدا!
تعليقات
إرسال تعليق
آراؤكم .. كلماتكم .. وتعليقاتكم دائما مرحب بها في المدونة!